الموقف الحربى ولإبداء الرأي حول ما يجب اتخاذه لإنقاذ الموقف المتدهور.
ولما اجتمع رؤساء الغدر والخيانة بسيدهم كعب بن أسد (وكان عاقلًا متزنًا) لولا رفقاء السوء الذين غلبوه على أمره وحملوه على نقض العهد الذي بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقد كان كعب هذا (كما تقدم) كارهًا لنقض العهد وراغبًا رغبة أكيدة في البقاء على ولائه للمسلمين، ومن أجل ذلك أقفل باب حصنه عندما علم أن شيطان بني النضير (حيى بن أخطب جاء لمقابلته) عندما وصلت جيوش الأحزاب إلى ضواحي المدنية.
لأنه كان يعلم أن حييًا هذا ما جاء إلا ليطلب من بني قريظة الغدر بالمسلمين والانضمام إلى الأحزاب فكان كعب بن أسد متخوفًا من نقض العهد، وكان يقدر النتائج الوخيمة التي ستترتب على الغدر بالمسلمين قبل وقوعها.
ولهذا رفض (أول الأمر) مقابلة حيى بن أخطب واستقبح رأيه الداعي إلى الغدر بالمسلمين، حيث قال له (بكل صراحة) .. ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم، وإني قد عاهدت محمدًا فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلا وفاء وصدقًا.
وعندما أراد حيي التأثير عليه بقوة الأحزاب الضاربة وإقناعه بأن قضاءها على المسلمين في حكم المؤكد فقال له .. ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر (يعني جيوش الأحزاب) قال له كعب -كأنه ينظر جهارًا إلي ما سيحل ببني قريظة نتيجة الانضمام إلى الأحزاب- .. جئتني والله بذل