الدهر، جئتنى بجهام قد هراق ماؤه، فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء، ويحك ياحيى، فدعنى وما أنا عليه. الخ.
وعندما اجتمع يهود بني قريظة بسيدهم كعب بن أسد عندما خنقهم الحصار، ذكرهم، وذكر حيى بن أخطب على وجه الخصوص) بأنه قد حذرهم هذا المصير عندما مانع في نقض العهد والغدر بالمسلمين في بداية الأمر.
فقد قال لهم في هذا الاجتماع .. يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون، ولقد كنت كارهًا لنقض العهد، ثم التفت إلى حيى بن أخطب، وأشار إليه محمله مسئولية كل ماحدث وسيحدث لبنى قريظة قائلًا .. ولم يكن البلاء والشؤم إلا من هذا الجالس.
وكان حيى بن أخطب عندما نجح في حمل بني قريظة على نقض العهد والغدر بالمسلمين قد تعهد لسيد بني قريظة بأن يدخل معه حصنه ليصيبه ما أصاب بني قريظة إذا ما انسحبت جيوش الأحزاب دون أن تستأصل شأفة المسلمين وتقضى عليهم قضاء تامًّا، وفعلا، فقد وفى له حيى بذلك، فقد أتى الله به إلى حصون بني قريظة ليجنى ثمار أعماله الشريرة فبقى معهم داخل حصونهم حتى نهاية أمرهم.
ثم واصل كعب بن أسد حديثه مع قومه في هذا الاجتماع فدعاهم (لإنقاذ الموقف) إلى اتباع أمر من ثلاثة:
أ- إما اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والدخول في الإسلام.