وروى البخاري عن ابن عمر. أنهم وقفوا على جعفر بعد استشهاده. فوجدوا جميع الطعنات التي أصيب بها ليس منها شيء خلفه. بل كلها تلقاها وهو مقبل (١).
[مصرع عبد الله بن رواحة القائد الثالث]
واستمر القتال بضراوة وعنف في مؤتة. وكما هو الترتيب الذي وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم - بتناوب القادة الثلاثة في المعركة سارع القائد الثالث عبد الله بن رواحة. بعد مصرع جعفر بن أبي طالب إلى تسلم مسئولية قيادة الجيش فحمل اللواء، كقائد عام للجيش، فخاض بالمسلمين المعركة.
والعجيب أن عبد الله بن رواحة الذي كان في (معان) صاحب الدعوة إلى مصادمة الرومان عندما بدا بعض التردد على بعض القادة لكثرة الحشود الرومانية الهائلة. عبد الله هذا، قد أدركه شيء من الضعف البشرى، عندما جاء دوره في تسلم قيادة الجيش، عقب مصرع القائد الثاق جعفر بن أبي طالب. فقد تردد بعد أن حمل الراية، وتقدم بفرسه، إلا أنه تغلب على هذا التردد، فتقدم وقاد الجيش، وقاتل به حتى استشهد.
فقد عاتب عبد الله بن رواحة نفسه على هذا التردد قائلا شعرًا:
أقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو فلتكرَهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة ... ما لي أراك تكرهين الجنة
قد طالما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شَنَّة؟
ثم نزل القائد ابن رواحة من على فرسه ولواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده. فقاتل قتال الأبطال حتى تخطفته سيوف ورماح الرومان فالتحق بزميليه شهيدًا، وكان قتله حسب سياق المؤرخين في اليوم السادس من المعركة.
[تمنى الشهادة فأعطيها]
وكان عبد الله بن رواحة قد تمنى أن يرزقه الله الشهادة، وهو في الطريق