للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إبلا جمالا ونوقًا) بعد أن خسرت في المعارك التي خاضتها ضد ملك آشور مائة ألف مقاتل وثلاثون ألف جمل وعشرون ألفًا من الماشية. . وجدت هذه الأرقام في نصوص دونها ملك آشور (تغلب فلاسر) نفسه على لوحة من اللوحات سجل عليها هذا الملك الآشورى تاريخ حياته الحربى (١).

[بقايا العمالقة]

وإذا صح ما جاء في هذه المصادر الأجنبية (وحسب ما دون في اللوحات الملكية الآشورية) فإن الملك العربي جنيدب (جندب) والملكتين (زبيبة) و (شمس) يكونون من العمالقة الذين ظلت بقاياهم تتواجد في الشام وتتناسل حتى ظهرت منهم عائلة آل أذينة المالكة في البادية كقوة عربية ذات شأن عظيم. . قبيل الميلاد بحوالى ٧٠ عامًا. وظلت تتعاظم قوتها الحربية حتى أسست مملكة (تدمر) التاريخية الشهيرة التي أدخلت الرومان بعد الميلاد وقضت على سلطانهم في المشرق وخاصة في عهد الملك أذينة بن أذينة وزوجه الداهية ذات الهمة العالية زينوبيا (الزباء) التي بلغ بها الطموح وعلو الهمة وقوة العزيمة إلى أن تعبر بقواتها مضيق البوسفور وتضرب الحصار على القسطنطينية، واضعة أمام نصب عينيها احتلال روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية العتيدة (٢).

[العرب أول من ملك الشام من البشر.]

يدل سياق الإِخباريين أن العرب أول من ملك الشام، وكان أول مَلك منهم حكم الشام بل ومصر والهند وسائر ممالك المشرق هو شداد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. الذي كانت قاعدة ملكه الأحقاف (حضرموت) بجنوب الجزيرة العربية. وعاد هذه التي ملكت الشام وهي عاد الثانية وهي قبيلة عربية. ويصنفها الإخباريون ضمن العرب العاربة والعرب البائدة. وقد ظلت عاد ملوكًا للشام حتى عتوا وطغوا فأهلكهم الله على نحو


(١) Olmstead, History of Assyria, P. ١٩٩ - ٢٠٠.
(٢) انظر كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>