للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء في القرآن الكريم. هكذا تقول مصادر الإِخباريين الإِسلامين العرب ومن هاجر إليهم ودخل في الإِسلام من بني إسرائيل الذين يمكن الاعتماد على نقلهم، لأنَّ أهل الكتاب من بني إسرائيل أقرب من غيرهم إليهم وأوعى لأخبارهم (١).

وفي المصادر التاريخية الغربية الأجنبية. إشارات واضحة تعضد ما يقوله الإِخباريون الإِسلاميون من أن عادا كانوا قد استوطنوا الشام وسينا وحكموا تلك المناطق.

فقد ذكر بطليموس (Forster. Woi. ٢٨٢) أن عادا قد كان لهم وجود في المناطق الممتدة من الشمال الغربي لجزيرة العرب مرورًا بأيلة (إيلات) على رأس ساحل خليج العقبة حتى المنطقة التي تسمى (بتيه بني إسرائيل) وهي في شبه جزيرة سيناء. قال الدكتور جواد على في كتابه (تاريخ العرب قبل الإِسلام) (٢) ولا يبعد هذا الموضع عن أماكن (ثمود) الذين ارتبط اسمهم باسم عاد. وقد أيد هذا الرأي (شبنكر) وجماعة من المستشرقين وهو أقرب الآراء إلى الصواب.

كما دلت الحفريات على أن الأقرب إلى الصواب إلى أن (إرم ذات العماد) التي ذكرها القرآن عند التعرض لذكر قوم عاد هي في الشام لا في جنوب الجزيرة العربية. وهذا يوافق ما ذهب إليه المسعودى (وهو من أشهر المؤرخين والجغرافيين العرب) فقد ذكر أن جيرون بن سعد بن عاد كان من ملوكهم وهو الذي بني في الشام (إرم ذات العماد) وهو الذي اختط دمشق ومصيرها عندما كان ملكًا على الشام (٣) أما (موريتس) البحاثة. فقد أيد أيضًا ما ذهب إليه (بطليموس) من أن إرم (أي إرم ذات العماد) هي في مكان ما من الشام الذي كان خاضعًا لحكم قوم عاد العرب - قبل ثمود وقبل ظهور بني إسرائيل وقد سماه باللاتينى (Aramaua) وقد ساند موسل رأى


(١) انظر مروج الذهب للمسعودى ج ٢ ص ٤٠ وما بعدها طبعة مطبعة السعادة. وانظر أيضًا تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٣٣ - ٣٤ - ٣٥.
(٢) ج ١ ص ٢٢١.
(٣) تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>