للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(موريتس) في مطابقة المكان الذي ذكره (بطليموس).

وقد أظهرت الحفريات التي قام بها المعهد الفرنسى في القدس ما يسند القول بأن عادًا كانوا ملوكًا للشام. وإن لهم وجودًا أكيدًا فيها. إذ ورد في الكتابات النبطية التي عثر عليها في خرائب معبد اكتشف على جبل (رم) أن اسم الموضع هو (إرم) (١) فيتضح من هذه الكتابات النبطية أن هذا الموضع من حافظ على اسمه القديم الذي صار يعرف أخيرًا برم بدلًا من (إرم) (٢).

وفي عام ١٩٣٢ م. قام (Horsfield) من دائرة الآثار في المملكة الأردنية الهاشمية بحفريات في موضع جبل (رم)، ويقع على مسافة "٢٥" ميلًا إلى الشرق من العقبة، ويقع المكان الذي بحث فيه عند وادي، وعلى مقربة منه (عين ماء) ووجد في جانب الجبل آثار جاهلية قديمة، وقد حملت اكتشافاته هذه واكتشافات " Sayignac" التي قام بها في ذا المكان، واكتشافات "كليدن HaroldW. Gljdden" على القول. . إن هذا المكان هو موضع "إرم" الوارد ذكره في القرآن الكريم (٣) والذي كان قد حل به الخراب قبل الإسلام، فلم يبق منه عند ظهور الإِسلام غير عين ماء كان ينزل عليها التجار وأصحاب القوافل الذين يمرون بطريق الشام - مصر - الحجاز (٤).

وينفى الأستاذ جورجى زيدان في كتابه - العرب قبل الإِسلام - ص ٧٦ أن يكون المنقبون عن الآثار وجدوا فيما عثروا عليه من آثار أي ذكر يتعلق (بعاد). ويظهر أنَّه لم يطلع على ما اطلع عليه الدكتور جواد على مما أثبتته


(١) BOASOR? Number ٧٣. P, ١٥.
(٢) انظر تاريخ العرب قبل الإِسلام ج ١ ص ٢٣٤.
(٣) من الواضح البين أن القرآن الكريم لم يحدد في الأرض موضع (إرم ذات العماد) التي يقترن اسمها بعاد قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨)} الفجر آية ٦، ٧، ٨. ولهذا كان تحديد موقع (إرم ذات العماد) إنما هو محاولة اجتهادية (بمختلف الوسائل) من المفسرين. فليس (إذن) بعيدًا عن الصواب أن تكون (إرم ذات العماد) موجودة في مكان (ما) من الشام وهو ما ذهب إليه بعض الإخباريين الإسلاميين. . وعند ما نقول الشام (تعنى الأقطار المسماة اليوم بـ (فلسطين والأردن وسورية ولبنان).
(٤) BOASOR? Number ٧٣. P, ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>