(٢) هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسى، ودوس بطن من الأزد يُلَقبُ بذى النون، كان شاعرًا شريفا مطاعًا في قومه، من السابقين الأولين في الإِسلام، أسلم على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة قبل الهجرة، وقصة إسلامه قصة شيقة (انظر مفصلة في أسد الغابة والإصابة والاستيعاب) بعد أن أسلم الطفيل عاد إلى قومه فدعاهم إلى الإِسلام فأسلموا، وفي كتب التراجم أن الطفيل قال: يا رسول الله إنّي امرؤٌ مطاع في قومى وأنا راجع إلهم وداعيهم إلى الإِسلام، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: اللهم إجعل له آية. قال: فخرجت إلى قومى حتى إذا كنت بثنية تطلعنى على الحاضر. وقع نور بين عينى مثل المصباح. قال: فقلت: اللهم في غير وجهى فإن أخشى أن يظنوها مثله لفراقى دينهم، فتحولت في رأس سوطى فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطى كالقنديل المعلق وأنا أهبط إليهم من الثنية، فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخًا كبيرًا، فقلت: إليك عني يا أبت فلست منك ولست مني. قال: ولم أي بني؟ قلت: إنّ أسلمت. قال أي بني فدينك ديني فأسلم، ثم أتتنى صاحبتى فقلت لها مثل ذلك فأسلت، وقالت: أيخاف على من ذي الشرى (صنم لهم) فقلت: لا .. أنا ضامن لذلك، ثم دعوت دوسا فأبطأوا عن الإِسلام. فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فقلت: يا رسول الله إنه قد غلب على دوس الربا فادع الله علهيم. فقال: اللهم اهد دوسا. ارجع إلى قومك فادعهم وأرفق بهم، قال: فرجعت فلم أزل بأرض قومى أدعوهم إلى الإِسلام حتى هاجروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة .. قتل الطفيل بن عمرو شهيدًا باليمامة، وجرح ابنه عمر بن الطفيل ثم عوفى وقتل عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب شهيدا. (٣) ذو الكفين: صنم لدوس، (انظر كتاب الأصنام للكلبى).