للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن بني قريظة رفضوا (أيضًا) حتى هذا الاقتراح، حيث كان جوابهم (والغرور لما يزل يشحن رؤوسهم) .. نحن لا نقر للعرب بخراج في رقابنا يأخذونه، والقتل خير من ذلك.

[اليهودى الذي وفى بالعهد]

وهنا أدرك هذا اليهودى المتعقل (عمرو بن سعدي) أن عناد قومه الأغبياء سوف يقودهم إلى الفناء دونما شك، فأعلن براءته منهم وفارقهم إلى الأبد.

فقد خرج هذا اليهودى (ابن سعدى) من حصون قومه بني قريظة بعد أن طوقها الجيش الإسلامي من كل مكان وكان خروجه ليلًا.

وعندما خرج هذا الزعيم اليهودى من حصون قومه مفارقًا لهم، التقى به رجال الحرس النبوي الذين كانوا يقومون بأعمال الدورية، فألقوا عليه القبض، ثم أتوا به إلى قائدهم محمد بن مسلمة الأنصاري.

وعندما عرف قائد الحرس أنه (عمرو بن سعدى وكان موقفه النبيل قد بلغ المسلمين) أمر بإطلاق سراحه ليذهب حرًّا حيث شاء، لأنه لم يرتكب ما يوجب قتله أو حتى اعتقاله، حيث بقى على عهده ولم يدخل مع بني قريظة فيما دخلوا فيه من جريمة الغدر ونكث العهد.

وهكذا أطلق الحرس النبوي سراح الزعيم عمرو بن سعدي مع أنه خرج من حصون قومه بني قريظة وكان لا يزال على يهوديته.

<<  <  ج: ص:  >  >>