هذا (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) على قوم قط ولله بهم حاجة، وقد أوقع ببني قينقاع وكانوا أهل عُدة وسلاح ونخوة.
فلم يخرج أحد منهم رأسه حتى سباهم. فكُلم فيهم فتركهم على إجلائهم من يثرب، .. ثم دعا عمرو بن سُعْدي قومه بني قريظة إلى الدخول في الإسلام ليحقنوا دماءهم ويتبعوا الحق قائلًا:
يا قوم قد رأيتم ما رأيتم، فأطيعوني وتعالوا نتبع محمدًا فوالله إنكم لتعلمون أنه نبي، وقد بشرنا به علماؤنا، ثم لا زال ابن سعدى يخوفهم بالحرب والسبى، وأقبل على سيدهم كعب بن أسد وقال له:
والتوارة التي أنزلت على موسى - عليه السلام - يوم طور سيناء إنه للعز والشرف في الدنيا (يعني الدخول في الإسلام).
وبينما عمرو بن سعدى يتحدث إلى قومه في ذلك الاجتماع إذ بطلائع الجيش النبوي تظهر عليهم زاحفة نحو حصونهم، وهنا قطع الزعيم اليهودي ابن سعدي حديثه قائلا. .. هذا الذي قلت لكم، أي وحذرتكم من وقوعه.
ومع كل هذا فقد رفض بنو قريظة نصيحة عمرو بن سعدى الذي دعاهم فيها إلى الدخول في الإسلام.
فتقدم إليهم (كمحاولة أخيرة) باقتراح آخر -محاولًا إنقاذهم- فقال لهم ... لقد خالفتم محمدًا، ولم أشرككم في غدركم، فإن أبيتم أن تدخلوا معه في دينه فاثبتوا على اليهودية وأعطوا الجزية، فوالله ما أدري، أيقبلها منكم أم لا ..