وبالإضافة إلى العاملين الحاسمين في فشل الغزو (من وجهة النظر العسكرية المجردة) فإن هناك - من الناحية المعنوية - عاملًا مهمًا (وقد يكون أهم العوامل) في إحباط هذا الغزو الخطير، وهو العقيدة.
فقد كانت العقيدة عند المسلمين الصادقين هي السلاح الرئيسي الذي يعتمدون عليه في كل المعارك، ولهذا فإن العقيدة - عند المسلمين تأتى في المقام الأول بين العوامل والدواعى التي تجعلهم يصمدون ويثبتون، حيث يكون الفرار أو الاستسلام (في حساب المقاييس العسكرية المادية) أمرًا لا مناص منه، بل ولا لوم على فاعليه.
وما يمكن أن نقوله بالتفصيل عن العقيدة وأثرها في نفوس المسلمين وإسهامها (بدرجة أولية ممتازة) في انتصارات المسلمين الحاسمة، قد قلناه مفصلًا في ختام كل من كتابينا (غزوة بدر الكبرى .. وغزوة أحد) تحت هذا العنوان (نظرة .. وتحليل) فليرجع إليه من يريد.
إلا أن العقيدة في معركة الأحزاب قد كان دورها (بالنسبة للمسلمين أهم الأدوار على الاطلاق، حيث كانت هي السلاح الرئيسى بل والوحيد في مواجهة الغزو وإحباطه.
فقد كان سلاح العدو الفعال الوحيد في هذه الغزوة هو الإرجاف والإرهاب والترويع والتخويف والخيانة والغدر والنكث والإرهاق .. وهو سلاح مفزع مخيف (حقًّا) بالنسبة للألف مقاتل تناقصوا حتى لم يبق منهم في آخر ليلة من ليالى هذا الغزو الرهيب إلا ثلاثمائة مقاتل، يحيط بهم أحد عشر ألف مقاتل من كل جانب .. سلاح مخيف رهيب حقًّا، لا يقف في