للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أصبح هذا المرابى اليهودى ومن يمالئه جبهة حربية تهدد المسلمين داخل المدينة، لاسيما أن كعبًا هذا من أغنى أغنياء العرب وله حصن منيع في ضواحي المدينة، ومن حواليه كثير من اليهود الذين بإمكانه أن يغريهم بنقض العهد الذي بينهم وبين الرسول، ويقوم (بالاتفاق معهم) بهجوم مفاجئ كاسح على المسلمين داخل المدينة.

ولهذا قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - التخلص من هذا العدو اللدود، فانتدب لقتله محمد بن مسلمة الأنصاري (١) مع جماعة من الأنصار قاموا بقتله خارج حصنه بضواحى المدينة، كما هو مفصل في أمهات التاريخ.

[استكانة اليهود]

وبهذا المواقف الحازمة التي اتخذها الرسول - صلى الله عليه وسلم - إزاء استهتار بني قينقاع بالعهود وعبث كعب بن الأشرف بالمواثيق تأكد اليهود أن الرسول لن يتوانى في اللجوء إلى قوة حين لا يجدى النصح لمن يريد العبث بالأمن وإثارة القلاقل وعدم احترام العهود والمواثيق.

وبقتل كعب بن الأشرف أسرعت الأفاعى ترتجف إلى جحورها وصار لدى المسلمين ما يشبه اليقين بأن اليهود لن يخاطروا بأنفسهم (في ذلك الظرف على الأقل) لإيذاء المسلمين أو ممالأة المشركين ضدهم.


(١) هو محمد بن مسلمة الأوسى الأنصاري الحارثى. من أجلاء الصحابة. ومن الأمراء المشهورين، شهد بدرًا وكان ممن ثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبوك، وكان عمر بن الخطاب يعتمد عليه في مراقبة الولاة والتفتيش عليهم، اعتزل الفتنة أيام عليّ ولم ينضم إلى أي من الجانبين، مات رضي الله عنه بالمدينة سنة ٤٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>