وعندما بدأ سيل الهزيمة يجرف صفوف المشركين، فقد المسلمون (وهم في غمرة النصر) بطلًا من أعظم أبطالها وقائدا من أمهر قوادها، وهو أسد الله ورسوله (حمزة بن عبد المطلب) عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخوه من الرضاعة، فقد امتدت يد الغدر والاغتيال إلى هذا الأسد وهو يهدم صفوف الشرك بسيفه.
وكان الذي قتل حمزة (والمسملون في غمرة النصر) عبد حبشي اسمه (وحشي، ولقبه أبو دسمة) قتل الأسد غيلة إذ اغتاله بحربته على بعد منه، قذف بها وهو كامن وراء شجرة.
[قاتل حمزة يروي القصة]
ولنترك هذا القاتل الغادر يروي بنفسه قصة الفاجعة التي أنزلتها حربته الغادرة بالمسلمين وهم في ذروة النصر، يوم أُحد.
قال وحشي:"كنت غلامًا لجبير بن مُطعم"(وكان عمه طعيمة بن عدي قد قتله حمزة يوم بدر) فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: (إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق).
قال: فخرجت مع الناس، وكنت رجلًا حبشيًّا أقذف بالحربة قذف الحبشة قل ما أخطئ بها شيئًا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته في عرض الناس كأنه جمل أورق يهد الناس بسيفه ما يبقى به شيئًا، فوالله إني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة أو حجر إذ تقدم منه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة قال: (هلم إلي يا بن