للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روايتي البخاري هذه بقوله: (تفرد به البخاري بهذه السياقات من بين أصحاب الكتب الستة". ثم قال: (أي البخاري) قال الزهري: قال أُبي بن كعب: فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر فقال: أفلحت الوجوه، قال: (أي ابن عتيك): أفلح وجهك يا رسول الله، قال: أفتكتموه؟ قالوا: نعم، قال: ناولني السيف. فسلمه فقال: أجل، هذا طعامه في ذباب السيف (١).

ليس هناك تناقضًا:

قد يبدو (لأول وهلة) للقارئ، أن هناك تناقضًا بين رواية البخاري وبين رواية ابن إسحاق وبقية أصحاب الكتب الستة حول سياق قصة الفدائيين الخمسة.

غير أن الناظر بتأمل وتفحص يجد أن لا تناقض بين الروايتين. بل يجدانهما قد اتفقتا حول عناصر القصة الأساسية وأن ما يمكن اعتباره تباينًا بين الروايتين هو تصريح البخاري في روايته بأن قاتل (أبي رافع) هو قائد الفدائيين عبد الله بن عتيك. وقول ابن إسحاق وبقية أصحاب الكتب الستة: أن قاتله هو عبد الله بن أنيس، لا عبد الله بن عتيك.

وهذا إشكال يمكن حله بالقول أنه: يمكن أنه حصل التباس من الراوي، فأملى أن قاتل الطاغية هو عبد الله بن أنيس (كما هو عند ابن إسحاق) بدلًا من اسم عبد الله بن عتيك (كما هو عند البخاري). لا سيما وأن هناك تشابهًا كبيرًا بين الاسمين.


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>