نحمدك اللهم وإياك نعبد وإياك نستعين، ونسألك أن تصلى على نبيك ورسولك محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُر الميامين، ونضرع إليك اللهم أن تجعل آمالنا خالصة لوجهك الكريم وأن تعصمنا من مزالق الغرور ومهاوى السمعة والرياء إنك سميع مجيب.
وبعد، فهذا هو الكتاب الرابع من سلسلة (معارك الإسلام الفاصلة) نحمد الله العلي القدير الذي أعاننا على إخراجه، ونرجوا (مخلصين) أن ينفع الله به من يقرأه، وشكرًا لمن أرشدنا إلى خطأ فيه لنقوم بإصلاحه.
(١)
منذ اللحظة الأولى التي أشرق فيها نور الإسلام، ومنذ الساعة التي وضل فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة واليهود يكيدون للإسلام ويتربصون به وبالمرسل به الدوائر بغيًا وحسدًا عكس ما يوصيهم كتابهم (التوراة) الذي يجدون فيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مكتوبًا نبيًّا يجب اتباعه.
وبالرغم من اللين والتسامح الذي عامل به النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود عند ما ألقت إليه يثرب كلها بزمام حكمها، وبالرغم من المعاهدة "معاهدة الدفاع