للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ضرب الحصار على القلعة]

وكانت (قلعة أُبيّ) قلعة منيعة للغاية تقع على قُلَّة جبل من الصعب جدًّا اقتحامها لوعورة المسالك إليها .. ولكنها على كل حال ليست أحصن ولا أمنع من قلاع النطاة التي اقتحمها المسلمون بعد مراحل من أهوال القتال الضارى العنيف.

ولهذا لم يترددوا في مهاجمتها بسرعة، فقد قام الجيش النبوى بضرب الحصار على هذه القلعة، تمهيدًا لاقتحامها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه يدير دفة القتال ويجرد الحملات على القلعة المذكورة من مكان مرتفع في النزلة يقال له: (سموان) (١).

[شراسة اليهود في المقاومة]

وقد استبسل اليهود في القتال، فقاوموا هجمات المسلمين بضراوة عهدها المسلمون منهم في معارك النطاة، فقد استماتوا في الدفاع عن (قلعة أُبيّ)، وقاتلوا المسلمين أشدّ قتال (٢).

وكان قائد وحدات المسلمين التي تولّت مهاجمة حصن (أُبيّ) هو أبا دجانة الأنصاري الفارس المشهور (٣).

[اليهود يفتحون أبواب القلعة للمبارزة]

وقد بلغت الضراوة باليهود في القتال للدفاع عن قلعة (أُبيّ) إلى أن يفتحوا أبواب هذه القلعة مستهينين بالموت ومعتدِّين بأنفسهم ومتَحدِّين قوات المسلمين المحيطة بهم، وذلك بدعوة فرسان هؤلاء اليهود، المسلمين إلى المبارزة خارج القلعة.

[مصرع قائدين يهوديين]

فقد خرج من قلعة (أُبيّ) أحد فرسانهم يقال له: (عزول) رجال


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ١٩٨.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦٥.
(٣) انظر قصص بطولة أبي دجانة في كتابنا (غزوة أحد).

<<  <  ج: ص:  >  >>