وبين احتلال المدينة، بل لاقتحموه في لحظات، كما حدث منهم ومن أبنائهم (مرات ومرات) في الشام والعراق عندما كان الفرس والرومان يخندقون على أنفسهم، وهم أقوى سمحًا وأكثر عددًا من المسلمين.
[حصيلة الغزو العكسية]
اتضح فيما مضى من هذا الكتاب أن المخطط الذي خرج به زعماء اليهود من خيبر والذي بموجبه تم تحشيد تلك الجيوش الجرارة من قريش وغطفان يهدف (في الدرجة الأولى) إلى إبادة المسلمين إبادة كاملة وهدم كيان الإسلام من الأساس، يشاطرهم في ذلك زعماء قريش وقادة غطفان.
ولكن ما هي النتائج التي جناها قادة اليهود وقريش وغطفان كحصيلة لهذا الغزو الكبير المنظم المخيف؟ .
النتائج كانت - بالتأكيد - عكسية مائة في المائة، وهي تتلخص فيما يلي:
١ - لقد منيت جيوش الأحزاب بهزيمة شنعاء لم تمن بمثلها قريش وغطفان واليهود في تاريخهم الطويل السابق واللاحق.
فقد جنى الأحزاب (كثمرة لهذا الغزو الكبير) تلك الهزيمة المنكرة وذلك الفشل الذريع، بدلًا من خضد شوكة المسلمين وهدم سلطانهم ونسف كيانهم.
فانحدرت هذه الهزيمة بسمعة قريش وغطفان العسكرية إلى درجة لم يستطع معها أي من هذه القبائل (وهي أقوى قبائل الجزيرة على