للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقى أحد منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتله. ومن لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله.

[الابن يقاتل أباه]

وكان أبو حذيفة (١) بن عتبة بن ربيعة رضي الله عنه موجودًا في جيش المسلمين، فقال عند سماع الأمر النبوي أنقتل آباءنا وإخواننا وعشيرتنا، ونترك العباس؟ ؟ والله إن لقيته لألحمنه بالسيف (٢)، وكان عتبة بن ربيعة، والد أبي حذيفة المذكور، وعمه شيبة وابن عمه الوليد أول من قتل من المشركين مبارزة.

وعندما بلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة أبي حذيفة قال - وعنده عمر بن الخطاب (٣) حاضرًا - يا أبا حفص، أيضرب وجه عم رسول الله؟

فقال عمر، يا رسول الله دعني أضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق، ولكن الرسول لم يسمح بأن يمس أبو حذيفة بأي أذى.


(١) أبو حذيفة، اسمه هشيم وقيل هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، كان من السابقين إلى الإسلام، هاجر الهجرتين، وكان طوالا حسن الوجه، دعا أباه عتبة إلى البراز يوم بدر فامتنع، قتل شهيدًا في محاربة المرتدين في اليمامة.
(٢) الحمتك عرض فلان، أمكنتك منه، وألحمته سيفي مكنته منه.
(٣) هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، غنى عن التعريف، ثانى الخلفاء الراشدين أشهر من أن نعرف الناسل به، تولى الخلافة بعد أبي بكر وبويع له بها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فسار أحسن سيرة، وكان مثلًا أعلى في العدل والنزاهة والورع، قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، طعنه الشقى أبو لؤلؤة، فيروز الفارسى غلام المغيرة بن شعبة بعد أن كبر يصلى بالناس، وقتل أبو لؤلؤة بعد أن طعن ثلاثة عشر رجلا في المسجد مات منهم ستة رضي الله عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>