للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رجحان كفة المسلمين]

وهكذا (وبسقوط حصن ناعم وحصن الصعب في أيدى المسلمين) ظهر رجحان كفة المسلمين في المعركة، وبدأ اليأس والجزع يتسرَّبان إلى قلوب اليهود، وأخذت حالتهم المعنوية في الضعف، بعد أن كانوا لا يتصورّون أن قواتهم (وهي أكثر من عشرة آلاف مقاتل) ستأخذ في التقهقر أمام جيش الإِسلام الذي لا يزيد عدده على ألف وأربعمائة مقاتل، مكشوفين في العراء، أمام أبراج اليهود المشحونة بآلاف الرماة الذين لا يجيد أحد الرمي بالنبل مثلهم، كما شهد بذلك الحباب بن المنذر.

لقد كان حصن ناعم (حصن أشجع رجالات اليهود وهم من أسرة مرحب الحميريين المتهودِّين)، وحصن الصعب بن معاذ يعتبران أقوى خطوط الدفاع اليهودية الأمامية التي كانوا يعلقون على مناعتها وبسالة الرجال المرابطين وراء أسوارهما أعظم الآمال في صدّ هجمات الجيش النبوى، الذي ما كان قادة اليهود يشكون لحظة، بأن هذا الجيشى سيطول به المقام أمام أسوار هذين الحصنين دون أن يتمكن من اقتحامهما، الأمر الذي - كما كان يهود خيبر يتصورون - يضطره للعودة من حيث أتى دون أن يحقق أي شيء من أهدافه .. ولكن الذي حدث كان مفاجأة مذهلة لليهود وأنصارهم، حيث تمكن الجيش الإسلامي من اقتحام هذين الحصنين الذين كان اقتحامهما بداية نهاية مقاومة اليهود في خيبر.

[فرقة تطهر منطقة النطاة]

وتدل تقارير المؤرخين على أن هناك حصونًا أخرى في النطاة (غير حصنى ناعم والصعب) إلا أن هذه الحصون ليست ذات أهمية من الناحية العسكرية.

ولهذا فإن قيادة الجيش الإسلامى لم تكلّف نفسها بضرب الحصار على هذه الحصون، أو مهاجمتها، لأن تحرّيات استخبارات الجيش النبوى أكدت أنه ليس بحصون النطاة (ما عدا حصن ناعم وحصن الصعب بن معاذ وقلعة الزبير) ما يخشى منه على الجيش الإسلامي، حيث اتضح أن هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>