المدينة وكانوا سبعين رجلًا. بينما قرر بعض الثوار من غير القرشيين العودة إلى باديتهم. وكان من بين ثوار العيص الشباب. الوليد بن الوليد المخزومي. أخو خالد بن الوليد. الذي مات عند وصوله المدينة من جرح أصابه فانقطعت له أصبعه عندما عثر في الحرَّة. فربط رجله وهو يقول:
هل أنت إلا أصبُعٌ دميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيت (١)
[انكشاف الغطاء أكثر فأكثر]
وبما آل إليه ثوار المستضعفين في العيص. وما وصلوا إليه من قوة ومنعة أقضّت مضاجع قريش الكفر، وجعلتهم يطلبون (صاغرين) من الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - مسترحميه ومناشديه الرحم أن يسقط الشرط الذي أملوه في الحديبية (كبرياء وصلفًا) وهو الشرط الذي تضايق منه الأصحاب أشد التضايق وعارضوا الصلح تلك المعارضة الشديدة ... نعم بالمكاسب العظيمة التي حققها ثوار العيص ضد طغيان الوثنية. التي انحنت (صاغرة) فطلب زبانيتها إلغاء الشرط الذي أملوه في الحديبية (بغيا وبطرا ورياء الناس) تكشفت الحقائق أكثر فأكثر وانكشف للصحابة الذين قصرت مداركهم عن المدى الذي بلغه فهم وإدراك أشرف الناس محمد - صلى الله عليه وسلم - حينما قبل هذا الشرط.
وازداد يقين هؤلاء الأصحاب أن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير مما أحبوه يوم الحديبية من عدم القبول بشرط قريش ذاك الذي لولا إصرار قريش على وضعه ضمن بنود معاهدة الصلح في الحديبية. ما اندلعت ثورة المستضعفين في العيص. والتي أنزل فيها هؤلاء الثوار البواسل بالمعسكر القرشي أفدح الخسائر في الأرواح والأموال.
فقد كانت هذه الثورة لصالح المعسكر الإسلامى في المدينة، استفاد منها فائدة كبرى دون أن تكون له يد فيها، ودون أن يتعرض لأيّ اتهام بأنه