للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخل بالالتزامات التي التزم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية.

وقد قرّت عين أبي جندل بن سهيل بن عمرو (نائب قائد الثورة) قرّت عينه وأعين إخوته من شباب قريش المسلمين بما حققته ثورتهم في العيص من مكاسب بها انتصفوا لأنفسهم ولدينهم من قاهريهم ومضطهديهم المشركين.

فقد عاد أبو جندل وإخوته الثوار من العيص إلى المدينة مرفوعة رءوسهم .. وكأنى بأبي جندل -وهو يدخل المدينة مشرق الوجه قرير العين- يستعرض ذكريات الحديبية المؤلمة، ويتذكر على وجه الخصوص ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعيده إلى أبيه المشرك مكبلًا يرسف في قيوده الحديدية. تنفيذًا للعهد الذي أعطاه المشركين في وثيقة الصلح: "إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهدًا وإنا لا نغدر بهم: يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا".

فها هو أبو جندل الشاب المؤمن الصابر المحتسب يرى ما وعده ول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديبية حقيقة ماثلة، فقد جعل الله لأبي جندل ومن معه من شباب الإِسلام القرشي المظلوم المضطهد فرجًا ومخرجًا.

فها هم (بعد أن نجاهم الله من سجون الإِرهاب الشركية في مكة) يتوافدون من العيص على المدينة مفعمة قلوبهم بالغبطة والسرور للسماح لهم بالاندماج في أسرتهم الإسلامية الكبرى, بعد أن شفى الله غيظ قلوبهم من أعداء الله المشركين الذين قد ساموهم سوء العذاب في سجون مكة ومعتقلاتها، لأنهم كانوا فضلوا التوحيد على الشرك.

وهكذا جنى مشركو مكة ثمار تجبرهم وتصلفهم - شرًّا وبلاءًا. وقطف المؤمنون الصابرون ثمرة صبرهم واحتسابهم عزًّا في الدنيا وفلاحًا في الآخرة بفضل الله ثم بفضل إطاعتهم أوامر نبيّهم - صلى الله عليه وسلم - وصبرهم على البلاء في سبيل الاحتفاظ بعقيدتهم النقية الصافية عقيدة التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>