للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد تمت للجيش الإِسلامي السيطرة:

خيبر بسقوط قلعة (البزاة) في أيديهم، وهي آخر قلعة من القلاع الخمس التي اعتصم بها المحاربون اليهود التي جعلوا منها الواحد بعد الآخر خطوط دفاع رئيسية للدفاع عن خيبر كلها ضد الجيش الإسلامي المهاجم الذي كان يستهدف في هجومه (بصفة رئيسية) احتلال منطقة خيبر كلها لإِنهاء الوجود اليهودى الدخيل الزنيم في تلك البقعة من الوطن العربي المسلم.

وكما رأينا، فقد قاتل اليهود عن كل حصن من هذه الحصون الخمسة قتالًا لا يسع المؤرخ المنصف إلا أن يصفه بأنه قتال كان يتسم بالشجاعة والجرأة والاستماتة بل والمغامرة، رأينا كيف أن المحاربين اليهود كانوا يفتحون أبواب قلاعهم ويتحدون المسلمين طالبين المبارزة بالسيف بل رأينا كيف كانوا يفتحون أبواب حصونهم ويخرجون لملاقاة المسلمين خارج هذه الحصون فيصدون هجماتهم ويُحبطونها مرارًا وتكرارًا إلى درجة اغتم لها القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل لقد بلغت الجرأة والاقدام باليهود المدافعين عن هذه الحصون الخمسة إلى أن يفتحوا أبوابها ويشنوا هجمات عنيفة مضادة يكشفون بها المسلمين ويطاردونهم حتى المقر الذي يرابط فيه القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الأمر الذي يدل على أن يهود خيبر يختلفون (من حيث الشجاعة والجرأة والصبر على القتال) عن يهود يثرب الذين (بالرغم من كونهم أكثر عددًا من يهود خيبر) لم يثبت (ولا مرة واحدة) أنهم في نزاعهم المسلح مع المسلمين قد واجهوهم في أية معركة وجهًا لوجه خارج حصونهم كما فعل يهود خيبر الذين (كما شهد التاريخ) بأن خيبر لم تسقط في أيدى المسلمين إلا بعد أن سقط جميع قادتها المحاربين قتلى في ميدان القتال (١).


(١) ذكر بعض المؤرخين ومنهم (ابن هشام) أن يهود خيبر هم عرب أصليون دانوا باليهودية.
وقد ذكر ابن إسحاق أن عائلة مرحب التي تولى فرسانها الدفاع عن حصن ناعم يرجع نسبها إلى قبيلة حمير اليمنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>