أبي جهل) نحو مواقع الرماة في الجبل للقضاء (أولًا) على من بقى فيه من الرماة.
وقد صمد قائد الرماة مع من بقى معه في وجه فرسان مكة وقاوموا مقاومة الأبطال، ولكن أنَّى لعشرة من المشاة (مهما بلغوا من الشجاعة) بالمقاومة في وجة مائتي فارس مسلحين أحسن تسليح يقودهم خالد بن الوليد.
ولهذا لم تمض برهة حتى أباد خالد جميع من ثبت من الرماة في الجبل ومنهم قائدهم البطل (عبد الله بن جبير) رحمهم الله جميعًا.
[المسلمون بين نارين]
ثم استدار ابن الوليد بسرعة وانقض بفرسانه على مؤخرة الجيش الإسلامي، بعد أن صاح فرسانه صيحة عرف منها المشركون المنهزمون أن ابن الوليد قد قام بحركة التفاف ناجحة ضد جيش المدينة، فانقلب المشركون نحو المسلمين وقاموا ضدهم بهجوم مضاد، وأسرعت عمرة الحارثية إلى لواء المشركين المطروح على الترب فرفعته ليلتف المنهزمون حوله من جديد، وتنادى المشركون المنهزمون وشجع بعضهم بعضًا على العودة إلى الميدان بعد أن رأوا لواءههم يرفع من جديد.
وبهذا تغير الموقف تغيرًا كاملًا، وتحول مجرى القتال لصالح المشركين.
أما المسلمون فقد صاروا بين نارين، فأصبح لذلك همهم الوحيد (في تلك اللحظة السيئة) النجاة بأرواحهم من الطوق الذي ضربه المشركون حولهم.