قد يقول قائل متبجح: لماذا لم يعامل النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - يہهود بني قريظة كما يعامل القائد المنتصر رجال جيش العدو الذي حارب وكُتِبَ له الفشل في حربه فانهزم واستسلم، كما هو الحال في هذا العصر؟ .
والجواب على هذا التساؤل هو (من ناحية القانون الدولى العام المعاصر).
١ - أن اليهود عندما فعلوا ما فعلوا بانضمامهم إلى قوات الأحزاب الغازية ضد المسلمين. لم يكونوا في حالة حرب مع المسلمين، بل لم يكونوا حتى في حالة تعاد أو تنافر.
وإنما كانوا أصدقاء متحالفين مع المسلمين، بل ومواطنين هم والمسلمون أمة واحدة يشكلون وحدة وطنية لا تتجزأ، ملزمون هم والمسلمون (على حدٍّ سواء) بالدفاع المشترك عن الوطن الواحد المشترك وهو الوطن اليثربي، كما نصت على ذلك الاتفاقية المعقودة بينهم.
فيهود بني قريظة - من وجهة نظر القانون الدولى العام - لا يمكن وضعهم في مكان العدو الذي استسلم وهو يخوض حربًا مشروعة (قانونًا) كالحرب الي تنشب (لسبب من الأسباب) بين دولة ودولة.
وإنما مكان هؤلاء اليهود - من وجهة نظر القانون الدولى العام - هو مكان الخائن المتآمر المتواطئ مع العدو على أمته ووطنه في حالة الحرب القائمة، وحكم الذي شأنه هكذا عند الظفر به