للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحق هؤلاء اليهود الذين لم ينتهوا إلا إلى المصير الذي حاولوا (خيانة وغدرًا وبكل الوسائل الخسيسة) أن يصلوا بالمسلمين إليه؟ ؟

ولماذا يكون من العدل والإنصاف تنفيذ حكم الإعدام (في هذا العصر) فيمن ارتكب جريمة واحدة فقط من الجرائم التي أشرنا إليها والتي تكفي واحدة منها بإنزال عقوبة الإعدام بمرتكبها كنقل أسرار حربية إلى العدو (فقط) كما يحدث في هذا الزمن، ولا يكون من العدل والإنصاف، بل يصبح من القسوة والوحشية والظلم، تنفيذ حكم الإعدام فيمن ارتكب كل هذه الجرائم الخطيرة مجتمعة كما فعل بنو قريظة؟ ؟ .

ألَأَن المحكومين يهود والحاكمين مسلمون أم ماذا؟ ؟ .

إننا لا نزال نسمع كل يوم بأحكام الإعدام تصدر بحق أُناس في أمريكا وأوروبا وكل العالم المسمى (بالعالم الحر) لا لأنهم انضموا إلى الأعداء وشهروا السلاح في وجه دولتهم ومواطنيهم، وإنما لأنهم نقلوا إلى العدو معلومات تفيده وتيسِّر له الإضرار بوطنهم ومواطنيهم.

فما حلَّ ليهود بني قريظة (إذن) من عقاب صارم إنما هو جزاء عادل، يستند إلى قاعدة دولية عامة في كل عصر وزمان، وهو بعيد كل البعد عن أبي شطط أو انحراف عن مبادئ العدالة والإنصاف، لا سيما في ذلك العصر الذي لو وقع فيه المسلمون في أيدي يهود بني قريظة والأحزاب الذين تواطأَ معهم يهود بني قريظة، لما صاروا (أي المسلمون) إلَّا إلى أقسى مما صار إليه هؤلاءِ اليهود على أيدى المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>