للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُسقط في أَيديهم ورأَوا لا مناص لهم من أَن ينحنوا المعاصفة فقرروا التخلِّي عن فكرة منع المسلمين من دخول الحرم (أَبدًا) وقرروا أَن يسمحوا للمسلمين بدخول مكة , ولكن بصورة تحفظ لهم شيئًا من ماءِ وجوههم، وهي أن يعود النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه إلى المدينة هذا العام ثم يأْتوا ليدخلوا مكة ويظنون ويسعوا في العام القادم.

وهو الأَمر الذي ما كانت قريش لتوافق عليه مطلقًا عندما ركبت رأْسها وأَعلنت أَنها ستمنع المسلمين من دخول مكة أَبد الآبدين.

وقد أَفصحوا لحليفهم (عروة) عن مشروعهم هذا، وأَنهم سيعرضون الصلح على النبي - صلى الله عليه وسلم - على أَساس هذا المشروع، رجاءَ أَن يقبله كحلّ وسط للأزمة.

فقد قالوا لعروة: (راجين منهم كتمان ما صارحتهم به): - لا تتكلم بهذا يا أَبا يعفور (وهذه كنيته)، ولكن، نرده عامنا هذا ويرجع إلى قابل (أَي ليأْتي وأَصحابه ليدخلوا مكة في العام التالي)، فقال عروة (وقد بدا عليه الرضى حتى بهذا المشروع): ما أَراكم إِلا ستصيبكم قارعة ... ثم انصرف ومن معه من ثقيف إلى الطائف (١).

[أول انشقاق في معسكر الشرك]

كان رجوع عروة بن مسعود الثقفي بقومه إلى الطائف (احتجاجًا) على تشدّد قريش وتعنُّتها) أَول انشقاق عملي في المعسكر القرشي، إِذ أَضعف انسحاب عروة بن مسعود بقومه من معسكر قريش مركز هؤلاء القرشيين إِلى حد كبيرـ


(١) انظر السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>