للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شأن المستضعفات من النساء المسلمات المهاجرات]

وقبل فتح مكة "وفي تاريخ لا نعرف تحديده، ولكنه كان بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة"، نزل التشريع من السماء بالتفريق بين المرأة المسلمة وزوجها الكافر.

كما نزل بتحريم إجراء أية زيجة بين امرأة مسلمة ورجل كافر من أية طائفة كان.

[هجرة النساء بعد الحديبية]

وسبب ذلك أن أم كلثوم (١) بنت عقبة بن أبي معيط (٢) كانت قد أسلمت بمكة وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يهاجر إلى المدينة. وكانت من خيرة النساء - رغم أن أباها كان "حتى قتل" رأسًا من رؤوس الكفر -.

فلما عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - صلح الحديبية وأمن جانب قريش بعد هذا الصلح، هاجرت أم كلثوم هذه من مكة إلى المدينة. فكانت أولَ امرأة مهاجرة بعد صلح الحديبية. وكانت أم كلتوم أختًا لعثمان بن عفان لأمه.


(١) هي أم كلثوم بت عقبة بن أبي معيط الأموية أمها أروى بنت كريز بن زمعة بن حبيب بن عبد شمس وهي أخت عثمان بن عفان لأمه .. كانت أم كلثوم من كرائم نساء المؤمنين راسخة الإِيمان من السابقات إلى الإسلام ومن المفارقات العجيبة له أن أباها عقبة كان من ؤوس الكفر والمبالغين في التنكيل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أيام محنته في مكة قبل الهجرة أسر أبوها يرم بدر وجرى إعدامه كمجرم حرب في الطريق إلى المدينة: هاجرت إلى المدينة فتاة قبل أن تتزوج .. هاجرت ماشية على قدميها لها أحاديث في الصحيحين والسنن الثلاثة تزوجها في المدينة زيد بن حارثة فلما توفى عها. تزوجها الزبير بن العوام. ثم فارقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميد ثم مات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فمات وهي في عصمته قال ابن سعد هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا نعلم قرشية عن أبويها مسلمة وهاجرت إلى الله ورسوله إلّا أم كلثوم.
(٢) عقبة بن أبي معيط بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أسر يوم بدر مشركا كان أحد اثنين من الأسرى جرى إعدامهما وقد تقدمت تفاصيل قصته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>