- مجرد حرب دعائية، سلاحها التنفير والتشكيك والإرجاف والتكذيب، وإنما السعي لدى القبائل العربية الوثنية القوية الضاربة وبث روح الكراهية بينها للإسلام والمسلمين، وتحريضها على حربهم وإغرائها عن طريق المال بغزو المسلمين وضربهم في مقر دعوتهم الرئيسى، مما حمل القيادة الإسلامية في المدينة على تغيير أساليب حماية الدعوة مما يهددها من اليهود في مخطط مقاومتهم الجديد.
[اليهود بعد انتصار المسلمين في بدر]
لقد كان اليهود (قبل معركة بدر) يكتفون في مقاومة دعوة الإسلام بشن حرب دعائية، سلاحها إعنات النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسئلة المحرجة وإثارة عناصر اللبس والتشكيك حول الدعوة الإسلامية طمعًا في أن ينفض الناس من حولها ويفقدوا الثقة بحاملها فلا يبقى لها من خطر على سلطان اليهود في يثرب.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إزاء كل هذا (كما رأينا) قد ترك لليهود مطلق الحرية ليجهروا برأيهم في الدعوة الإسلامية بل وليبدوا طعونهم في جوهرها ويجاهروا بتكذيب حاملها وكان يكتفى بإيضاح بطلان هذه الآراء.
إذ كان - صلى الله عليه وسلم - وهو الحاكم الأعلى والسيد المطلق لمنطقة يثرب - يصغى لاستجواباتهم المتعنتة في صلب العقيدة والدين التي يتقدمون بها في مناظراتهم المعلنة التي لا يقصدون بها سوى الإحراج وإشاعة اللبس لتشكيك البسطاء في صدق ما جاء به هذا النبي العظيم - صلى الله عليه وسلم -، فيجيبهم