للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضد النبي ودينه وأتباعه إلى صعيد أكثر فعالية، وأكثر شمولًا.

فلم يكتف اليهود بالصد عن الإسلام ومحاولة تشكيد الناس في صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سلخهم عن الدين الجديد، عن طريق الجدل والتزوير ونشر أعمدة من دخان اللبس والتشويه والتشكيك حول جوهر الدعوة الجديدة الحقة داخل يثرب.

بل ذهب بهم الحقد الأعمى والحرص القاتل على تقويض معالم الدعوة الإسلامية والقضاء على حامل لوائها في عقر دارها إلى أن يذهب منهم أحبار دينيون ووجهاء ماليون وزعماء سياسيون يطوفون في أنحاء الجزيرة العربية بين مضارب البدو في الصحراء وأندية الحضر في المدن والحواضر، لا ليقوموا بحملات دعائية سلاحها التنفير والتشكيك والتكذيب ضد دعوة محمد فحسب (كما يفعلون في يثرب) وإنما ليقوموا بتحذير القبائل العربية ويشرحوا لها خطر الدعوة الإسلامية ويدعونهم إلى مقاومتها بحد السلاح، بل وتجريد الجيوش للقضاء على هذه الدعوة ودعاتها في مقرها الرئيسى قبل أن يستفحل أمرها فتقضى عليهم، وكان هذا من اليهود بداية خطيرة في تطور الصراع بينهم وبين المسلمين جعلت هذه البداية - التي لا تعنى سوى تصميم اليهود على القضاء على الإسلام والمسلمين ولو بالاستعانة بتجريد الجيوش من القبائل الوثنية - جعلت هذه البداية الخطيرة القيادة الإسلامية في المدينة تغير من نظرتها التقليدية المتسامحة إلى المقاومة اليهودية للدعوة الإسلامية، التي لم تعد -كما كانت

<<  <  ج: ص:  >  >>