٦ - يتعهد اليهود - وعلى رأسهم سيدهم كنانة بن أبي الحقيق - أن يدلوا المسلمين على جميع الأموال بما في ذلك الكنوز المخفية ويسلموها للفاتحين.
٧ - يوافق اليهود على أن لا ذمة لهم وأن المسلمين في حل من كل التزامات هذه الاتفاقية وأن دماء اليهود وأموالهم وذراريهم حلال للمسلمين إذا ما خالفوا شيئًا من بنود هذه الاتفاقية أو غيبوا أو كتموا شيئًا مما يجب أن يظهروه.
وقد تم إبرام هذه الاتفاقية في مقر قيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأشهد عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعليًّا والزبير وعشرة من اليهود.
وعقِبَ إبرام هذه الاتفاقية سلّم اليهود الحصون والقلاع المسلمين كما انتدب النبي من أصحابه من يستلم الأموال والأسلحة والمزارع والبساتين .. وبهذا وضعت الحرب أوزارها في خيبر باستيلاء المسلمين عليها استيلاءًا كاملًا بعد معارك وحروب طاحنة دامت حوالي شهرين وهي أطول مدة يقضيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أية معركة.
[نهاية الاستعمار اليهودى]
وبسقوط منطقة خيبر في أيدى المسلمين انهار آخر وأقوى معقل لسلطان اليهود الدخيل الزنيم في جزيرة العرب .. هذا السلطان الاستعمارى الذي دام في يثرب وخيبر (بصفة خاصة) حوالي ألفين من السنين، والذي ظل وجوده طيلة تلك القرون مصدر الشرور والفتن والقلاقل والحروب الأهلية الطاحنة بين العرب، التي دأب اليهود (بأساليبهم التقليدية الشريرة) على إثارتها وتغذية أسبابها للتمكين لوجودهم في بلاد العرب كأقلية دخيلة
= إجلاؤهم، إذ يستبعد أن يتركهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حقن دماءهم وأعفى نسائهم وذراريهم من السبى والاسترقاق - أن يغادروا خيبر بنسائهم وأطفالهم، وليس معهم ما يقتاتونه ويتبلغون به حتى يصلوا الشام .. بل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قبل بقاء اليهود في خيبر وعدل عن إجلائهم فظلوا فيها حتى عهد الخليفة الفاروق عمر الذي أجلاهم عنها تمشيًا مع روح اتفاقية إبقائهم ليحملوا زراعًا بنصف المحصول كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.