للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناءُ فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم.

ويحدثنا حذيفة كيف أنه كان من السهل عليه قتل القائد العام أبي سفيان، وأنه حاول ذلك، لولا أنه تذكر الأوامر المشددة الصادرة إليه من قائده الأعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يحدث شيئًا حتى يأتيه.

فقد حدث حذيفة - يصف محاولته قتل أبي سفيان - فقال .. فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت ضوء نار لهم توقد، وإذا رجل أدهم ضخم يقول على النار بيده ويمسح خاصرته ويقول: الرحيل، ولم أكن أعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزعت سهمًا من كنانتي أبيض الريش فأضعه في كبد قوسي لأرميه به في ضوء النار فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. لا تحدثن شيئًا حتى تأتيني فأمسكت ورددت سهمي إلى كنانتي.

فك الحصار عن المدينة نهائيًا

قال حذيفة .. ثم إنني شجعت نفسي حتى دخلت العسكر فإذا أدنى الناس مني بنو عامر يقولون .. الرحيل الرحيل، لا مقام لكم، وإذا الريح في عسكرهم، فوالله لأني أسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم الريح تضرب بها، قال .. وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>