كذلك (ونتيجة لتمرد المنافقين وانسحابهم إلى المدينة) ظهر رأي نادى به بعض قادة الجيش، لو نفذ العاد بأوخم النتائج على المسملين قبل أن يصلوا إلى أُحد.
فقد نادى بعض القادة بضرورة تأديب المنافقين المتمردين الخونة، والقضاء عليهم قبل أن يلقى المسلمون عدوهم بأحد ..
ولكن حكمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهدوءه وبعد نظره وخبرته العسكرية وحنكته السياسة حالت دون تنفيذ هذ الرأي، فَتُرِكَ المتمردون وشأنهم وواصل المسلمون سيرهم حتى عسكروا بالشعب من أُحد.
وبالرغم من تلك الهزات الخطيرة التي تعرض لها هذا الجيش الفتي (قبل أن يشتبك بعدوه) فإنه ظل متماسك الأجزاء رابط الجأش على غاية من النظام والانضباط.
وعند احتدام المعركة قاتل هذا الجيش ببسالة وإيمان منقطع النظير فقد أظهر من ضروب الشجاعة والبطولة ما قد يظنه البعض من ضروب الخيال.
فالبرغم من تفوق جيش مكة عليه في كل شيء مادي تفوقًا ساحقًا أنزل هذا الجيش الصغير الهزيمة المزلزلة بذلك الجيش المكي الضخم في الساعات الأولى من المعركة.
ولكن هل انتصر المشركون حقًّا؟
ولكن إذا كان الجيش الإسلامي قد خرج سليمًا من كل ما تعرض له من بلايا الخلاف والتمرد قبل أن يصل إلى معسكره في أحد، فإنه لم