وساق الموسرون من الصحابة (أبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن عبادة) معهم هديًا خاصًّا بهم.
[تاريخ الخروج للعمرة]
وكان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يوم الاثنين لهلال ذي القعدة سنة سبع من الهجرة، وكان - صلى الله عليه وسلم - قد اغتسل في بنيته بالمدينة ولبس ثوبين من نسيج صحار وركب راحلته القَصْواء من عند بابه، وما زال يسير بالمسلمين حتى وصل بهم (ذي الحليفة) وهناك توقف وصلَّى بهم الظهر، ثم دعا بالبُدْن فجلَّلت ثم أشعر بنفسه منها عدة وهن موجهات إلى القبلة، وكان بين البُدْن جمل أَبي جهل بن هشام، وكان من الجمال المهرية الأصيلة المشهورة، غنمه النبي - صلى الله عليه وسلم - ببدر، فساقه مع الهدي إغاظة للمشركين.
[الإحرام بالعمرة]
ومن ذي الحليفة أحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعمرة، حيث دعا براحلته فركبها من باب المسجد، فلما انبعثت به مستقبلة القبلة أحرم ولبى بأربع كلمات: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وأحرم عامة المسلمين بإحرامه، ومنهم من لم يحرم إلَّا من الجحفة - بالقرب من رابغ.