للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - إلى الدخول في الإِسلام. ويحمله مسئولية بقاء شعبه على الكفر إذا لم يفعل (١).

[هرقل يكرم حامل كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه]

ولم يكن وصول كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاجأة لهرقل، فقد كان يتوقع وصوله، لأنه يعرف (فيما علم من الإِنجيل) أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس رسولًا إلى العرب وحدهم. بل رسولًا إلى الناس كافة. والشعوب إنما تُخاطَب في أشخاص ملوكها وحكامها المتحدثين باسمها.

ولهذا كان يتوقع أن يصل إليه مبعوث من محمد - صلى الله عليه وسلم - يحمل إليه - الدعوة إلى الدخول في الإسلام. وعندما دخل دحية الكلبى وأخبر الإمبراطور أنه رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلمه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - استدعى ترجمانه الخاص. وطلب منه أن يترجم له كتاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ففعل. وبعد أن علم فحوى الكتاب. أمر بإكرام دحية الكلبى. وأمر بأن ينزل ضيفًا عليه. وأوصى بالعناية به.

[هرقل يستطلع رأى روما في دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

ومع تخوف الملك هرقل على نفسه من رجال دولته إن هو دعاهم إلى الدخول في الإِسلام فإنه قد صمم على ذلك. ولكنه قبل أن يفاتح رجال دولته في هذا الأمر الخطير. أحب أن يتصل بمركز البابوية في روما (رغم ما بين الإِمبراطوريتين من الخلافات السياسية) ليخبر الرهبان الختصين ويستشيرهم في هذا الأمر الخطير.

فكتب هرقل إلى أولئك العلماء المختصين في رومية (روما) يذكر لهم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويصف لهم شأنه، ويوضح لهم صفاته ويخبرهم بمحتوى كتابه الذي يدعوه فيه إلى الإِسلام ويطلب منهم كلمة الفصل، فيما إذا كان هو النبي - صلى الله عليه وسلم - المنتظر الذي توصى التوراة والإِنجيل باتباعه.

وقد جاء الجواب من روما (لهرقل) يؤكد أن محمدًا هو النبي المنتظر. ويوصى الإِمبراطور باتباعه وتصديقه (٢).


(١) تقدم نص كتاب الرسول الوجه إلى (هرقل) فيما مضى من هذا الكتاب.
(٢) تاريخ الطبري ج ٢ ص ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>