وفي اليوم السادس استشهد القادة الثلاثة (زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة) الذين باستشهادهم تحول ميزان القتال لصالح الرومان وكادوا أن يبيدوا القوات الإسلامية (بالفعل) لولا أن أنقذها الله بأن تولى المحارب المخزومي الشهير خالد بن الوليد قيادة الجيش بعد استشهاد قادته الثلاثة الأبرار.
فاستخدم ما لديه من مهارة قيادية وسياسة عسكرية لإنقاذ الجيش الإسلامي فجمع شتاته بعد أن انفرط عقده (لموت قادته الثلاثة) ثم اتبع أسلوبا موفقًا به سحب الجيش من مؤتة بعد أن أنزل بالرومان خسائر فادحة. كما سيأتي تفصيله ضمن إطار بحث أحداث معركة (مؤتة) هذه.
[مصرع زيد بن حارثة]
أما كيف ومتى استشهد القادة الأبرار الثلاثة في هذه المعركة اللاهبة الحاسمة. فخلاصة ما ذكره المؤرخون وما يدل عليه سياقهم أن القادة الثلاثة ظلوا يخوضون المعركة في مقدمة الجيش لمدة خمسة أيام. وأنهم استشهدوا جميعا في اليوم السادس.
أما كيف قتلوا. فقد أجمعت المصادر التاريخية على أن أول من استشهد منهم زيد بن حارثة القائد العام الذي كان يتقدم الصفوف وفي يده علم الجيش (وهو علم أبيض (١) أعطاه له الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند استعراضه الجيش في ضواحي المدينة قبل تحركه).
فقد ظل القائد زيد يقاتل الرومان (قائدا للجيش) طوال خمسة أيام. وفي اليوم السادس احتدم القتال وزاد الرومان من ضغطهم على المسلمين في (مؤتة) فصمد في وجههم وقاتلهم أشد قتال حتى مزقته رماحهم وهو مقبل كالأسد الهصور.
قال الطبري: ثم التقى الناس فاقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله