التي كان النظام العالمي يعترف بها ويبيحها، فحرم الإسلام هذه الأنواع واعتبر التعامل بها باطلًا.
ولم يسمح الإسلام لأَتباعه إلَّا بنوع واحد من الاسترقاق، وهو الناتج عن الحروب العادلة المشروعة التي يخوضها المسلمون ضد أَعدائهم (١).
ولكى يبطل الإسلام جميع أنواع الرق التي كانت سائدة قبله (ما عدا رق الحرب) أعلن بكل وضوح أن الحرية هي صفة أساسية لكل إنسان (مهما كان لونه أو دينه أو جنسه) وأن رقَّ الحرب الذي أبقى عليه الإسلام. إنما هو صفة عارضة يتعرض لها الإنسان تحد من حريته في بعض المجالات (لا كلها) وإلَّا فرقيق الحرب (عند الإسلام) إنسان له كامل حقوق الآدميين.
[لماذا أباح الإسلام رق الحرب]
أمَّا لماذا لم يلغ الإسلام نظام الرق الناتج عن الحرب كما أَلغى جميع الأَنواع الأخرى وحرمها. وهو السؤال الذي يردده الطاعنون
(١) الحرب العادلة في نظر الإسلام، هي التي يخوضها المسلمون بدافع إعلاء كلمة الله ولإزاحة الذين يستخدمون القوة لمنع نشرها، ولهذا كان المسلمون لا يشنون أي حرب على الكفار إلا بعد أن يطلبوا منهم ويخيروهم في واحدة من ثلاث (١) إما الدخول في الإسلام (٢) وإما دفع الجزية ليتركوا وشأنهم لأن ذلك دليل على عدم معارضة سلطان الإسلام الذي له خرج اتباعه إلا لنشر كلمة الله. (٣) وأما الحرب التي لا يعني الموافقة عليها سوى أن الأعداء مصممون على مقاومة نشر واعلاء كلمة الله بالقوة بين شعوبهم. هذه هي الحرب العادلة في الإسلام. أما خوض الحرب (ولو ضد الكفار) إذا لم تكن بدافع إعلاء كلمة الله أو صد عدوًا على المسلمين، وإنما بدافع الكسب والحصول على الأموال (فقط) فهي حرب غير عادلة لا يقرها الإسلام، وليس لما ينتج عنها حكم ما ينتج عن الجهاد في سبيل الله، فهل يفهم الطاعنون في الإسلام هذا؟ .