للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حالة الطواريء في المدينة]

وبعد أن تأكد المسلمون من تحرك الجيش المكي نحوهم، ظلوا متيقظين، وظلت المدينة في حالة استنفار عام، على رجالها السلاح لا يفارقهم، حتى وهم في أوقات الصلاة استعدادًا الطوارئ.

وانتشر جند الإسلام حول مداخل المدينة يحرسونها، خوفًا من أن يؤخذوا على غرة.

وانتخبت مفرزة من الأنصار لحراسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته، وقد كان ضمن هذه المفرزة ثلاثة من سادات الأنصار، هم (سعد بن معاذ وأسيد بن حضير (١) وسعد بن عبادة) باتوا وعليهم السلاح في المسجد على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرسونه.

[محاولة نبش قبر والدة الرسول]

تابعت جيوش مكة سيرها نحو المدينة، وقد سلكت الطريق الغريبة المعتادة، التي تمر بعسفان ثم خليص، فالجحفة، فرابغ، فالأبواء، فالمدينة (٢).

لما وصل جيش مكة إلى الأبواء، (وهو مكان دفنت فيه أم الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - آمنة بنت وهب) (٣) أشارت هند بنت عتبة


(١) تقدمت ترجمتهما في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) تقدم تحقيق وتحديد هذه الأماكن في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٣) هي أم سيد الأنبياء، آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، تزوجها عبد الله بن عبد المطلب، وهي أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، أمها لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار القرشية، توفيت أم سيد الأنبياء آمنة لست سنوات لمولد ابنها صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاتها بالأبواء =

<<  <  ج: ص:  >  >>