لقد أبطَل أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - من خلال أحداث معركة (مؤتة التاريخية الخالدة) خرافة التفوق التكنولوجى - حجة المهزومين أمام شراذم اليهود في معركة حزيران الفاضحة - أن الرومان لم يفشلوا في معركة (مؤتة) من قلة في العدد أو تأخر في العلوم والفنون العسكرية (تكنولوجيا).
كما أن المسلمين (في هذه المعركة) لم يحققوا ذلك الانتصار التاريخي العظيم بسبب تفوقهم على الرومان في شيء من هذه الأمور.
بل لقد كان كل شيء (هناك) عكسًا. كما مر تفصيله أكثر من مرة. ومع ذلك فقد حقق المسلمون في (مؤتة) كل الأهداف التي جاءوا لها من المدينة. في حين فشل الرومان فشلًا ذريعًا. (وهو حسب الموازين العسكرية) أشنع أنواع الانهزام.
فقد صمد المسلمون في (مؤتة) في وجه قوات تفوقهم من ناحية العدد سبعين ضعفًا. وتتفوق عليهم في العلوم والفنون العسكرية (تكنولوجيًا) تفوقًا ساحقًا. هذا ما لا سبيل إلى إنكاره. فالعرب في ذلك العصر لا يكادون يتقنون واحدًا في المائة مما يتقنه الرومان من العلوم والفنون العسكرية بالإِضافة إلى تفوق الرومان الساحق في وفرة السلاح وجودته.
ومع ذلك فقد كان النصر والفتح للمسلمين والفشل والاندحار للرومان وأتباعهم.
أي أن القلة المسلمة القليلة تغلبت على الكثرة الهائلة من أعدائها الذين يتفوقون عليها (تفوقًا ساحقًا) في السلاح والعلوم والفنون العسكرية. وغادرت ميدان المعركة (بعد تحقيقها الأهداف) تاركة عدوها المتفوق عليها في كل شيء في حالة فشل وفوضى واضطراب هو عين الهزيمة الساحقة. يلعق جراحه قانعًا من الغنيمة بالإِياب. لم يستطع أن ينال من هذه القلة المسلمة شيئًا رغم انسحابها وتراجعها إلى بلادها البعيدة.