للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحطين (١) والقسطنطينية (٢) وذات الصوارى (٣) فالانتصارات العظيمة في تلك المعارك الحاسمة وأمثالها. والتي مكنت الإِسلام وجعلت المسلمين (فترة من الزمن) أعز أمة في الأرض. لم يكن العامل في تحقيقها عامل التفوق المادى بكثرة العدد والعُدد. ولا عامل التفوق (التكنولوجى) بإجادة العلوم والفنون العسكرية. كلا فعامل التفوق في كل هذه الأمور المادية والعلمية والفنية هو في جانب أعداء الإِسلام. . وإنما العامل الرئيسى والأول في تحقيقها هو عقيدة الإِسلام المكينة الصادقة الراسخة. التي بصلابتها ورسوخها في القلوب المؤمنة. غيَّر المسلمون (خلال تسعين سنة) مجرى التاريخ كله. إذ طوى خلالها جند الإِسلام (على قلتهم وكثرة أعدائهم) بساط ثلاث إمبراطوريات كانت جميعها تتنازع سيادة العالم كله.

وبعد؛ فإن المحارب المسلم (عربيًّا كان أو غير عربي) لا سبيل له يصل به إلى تحقيق الانتصارات الحاسمة على عدوه إلا بالتزام عقيدة الإِسلام وعلى المستوى الذي التزم به رجال (مؤتة) واليمامة واليرموك والقادسية.


(١) حطين (بكسر أوله وثانيه مع التشديد) موضع في فلسطين بين عكا وطبرية. وعلى بعد ثمانية أميال من بحيرة طبرية. موضع له تاريخ خالد. . حيث دارت فيه المعركة الحاسمة بين جيوش صلاح الدين وبين ملوك الصليبيين وأنزل بهم تلك الهزيمة المنكرة التي مكنته من استعادة فلسطين كلها وطرد الصليبيين منها. بعد أن حرر بيت المقدس منهم.
(٢) القسطنطينية: مدينة عظيمة تقع على خليج البوسفور كانت عاصمة الإِمبراطورية البيزنطية (الروم الشرقية) فتحها السلطان محمَّد الفاتح التركى سنة ٨٥٧ هـ ١٤٥٣ م وهو في الحادية والعشرين من عمره بعد معركة رهيبة اشترك فيها ربع مليون جندى تركى قاموا عليها بالهجوم عن طريق البحر فاقتحموها.
(٣) ذات الصوارى: معركة بحرية هائلة دارت في مياة البحر الأبيض المتوسط (بحر الروم سابقًا) بالقرب من الشواطئ التونسية ما بين الأسطول الإِسلامي المؤلف من حوالي ثلاثمائة سفينة بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح وما بين الأسطول الروماني المؤلف من حوالي ألف سفينة بقيادة قسطنطين بن هرقل. وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة بعد قتال رهيب تماسك فيه الفريقان بالشعور واستخدموا الخناجر بدل السيوف. حتى احمرت مياة البحر من الدماء. وقد فر قائد الأسطول الروماني قسطنطين منهزمًا على سفينة القيادة إلى صقلية وهناك مات متأثرًا بجراحه وقيل اغتاله نصارى صقلية حنقًا عليه لانهزامه أمام المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>