للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي به عادة تقدر حصائل المعارك.

لا بد وأن يكون عدد القتلى من الفريقين قد بلغ المئات. لأنَّ معركة تستمر بين عشرات الألوف لمدة سبعة أيام وبتلك الضراوة والعنف اللذين أجمع المؤرخون وأصحاب الحديث على أنهما كانا طابع المعركة منذ بدايتها حتى نهايتها. . لا بد وأن تكون الإِصابات عبر مراحلها كثيرة للغاية ليس من المستبعد أن تصل حدود الآلاف لا المئات.

[عدد قتلى الأعداء في مؤتة]

وإذا كان المؤرخون لم يذكروا سوى هذا العدد القليل من شهداء المسلمين في المعركة. فإنَّه لم يأت في جميع المصادر - ضمن قائمة ضحايا هذه المعركة الطاحنة - ذكر لعدد قتلى الرومان وحلفائهم سوى رجلين اثنين هما.

١ - مالك بن رافلة قائد قوات العرب المتنصرة.

٢ - فارس رومانى. لم يذكر اسمه. قتله أحد اليمانيين.

وعدد هؤلاء القتلى الذين ذكرهم المؤرخون - سواء كانوا من المسلمين أو الرومان وحلفائهم - لا يتناسب كما قلنا مع ضراوة المعركة وشدة القتال فيها. الذي استمر (بإجماع المؤرخين) عدة أيام.

فمما لا جدال فيه والذي تفرض التسليم به حسابات وتقديرات هذه المعركة الضارية العنيفة التي (باتفاق المؤرخين) نزلت فيها بكل من الفريقين (المسلمين أولًا ثمَّ الرومان وحلفائهم ثانيا) هزيمة لم يشهد مثلها في تاريخه الحربى في تلك الفترة (١) وحدثت فيها مقتلة لم يعرف الفريقان لها مثيلا في تلك الحقبة من الزمن. كما صرح بذلك المؤرخون أنفسهم. الذين صرحوا بأن المسلمين (عقب مصرع قادتهم الثلاثة) هزموا هزيمة لم يروا مثلها في تاريخهم وأن الرومان وحلفاءهم (عقب تولى خالد بن الوليد قيادة المسلمين) نزلت بهم هزيمة لم يشهدوا لها مثيلا. وحدثت فيهم مقتلة لم


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ١٢٩ - ١٣٠ وزاد المعاد ج ٢ ص ٢٧٦ - ٢٧٧ وإمتاع الأسماع ص ٣٤٨ - ٣٤٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>