للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتلها قوم" (١).

٧ - وقال ابن برهان الدين في السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٢. . أن خالدًا لا أصبح جعل مقدمة الجيش ساقة. وساقته مقدمة وميمنته ميسرة، وميسرته ميمنة، فظن المشركون مجئ مدد للمسلمين فرعبوا وانهزموا فقتلوا قتلة لم يقتلها قوم، وكانت مدة القتال سبعة أيام وروى البخاري عن خالد. قال: اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية أهـ (٢).

هذه المقاطع من أقوال المؤرخين وأصحاب الحديث توحى بأن القتال استمر عنيفا ضاريًا بين الفريقين في مؤتة لمدة سبعة أيام. وأن الحرب كانت خلال هذا القتال العنيف الضارى الرهيب سجالا بين المسلمين والرومان - وأن الضحايا من الفريقين كانت طوال الأيام الستة كثيرة دونما شك.

ثم انهزم المسلمون في اليوم السادس - وبعد مصرع قادتهم وأمرائهم الثلاثة - هزيمة منكرة لم يصابوا بمثلها في العهد النبوى. . فقد مزق الرومان صفوف المسلمين إلى درجة أنَّه لم ير اثنان من الجند مجتمعين. وكان القتل في المسلمين ذريعا في تلك الفترة الصعبة.

حتى تولى خالد بن الوليد قيادة الجيش. وأعاد تنظيمه فتغير الموقف وتحول ميزان المعركة لصالح المسلمين. حيث شن بهم خالد على الرومان وحلفائهم هجوما معاكسا صاعقا فكشفهم وأنزل بهم هزيمة منكرة جعلت جند الإِسلام يركبونهم ويضعون فيهم سيوفهم حيث شاءوا مما مكنهم من أن يصرعوا عددًا هائلا من جنودهم، وجعل أصحاب المغازي والسير والحديث يصفون ذلك (كما تقدم) بأنّه مقتلة لم يقتلها قوم قط.

هذا هو منطوق المعركة كما ورد في مصادر الحديث والتاريخ. . ومفهوم هذا المنطوق. . وحسب التقديرات والاستنتاجات في العرف العسكري


(١) إمتاع الأسماع ص ٣٤٩.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>