للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حي من العرب أَبغض إلينا، أَن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم.

ولما كان مشركوالخزرج لا يعلمون شيئًا عن التحالف الذي تم بين الفئة المسلمة من قومهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - لأَنه تم في ظلام الليل وفي سرية تامة، انبرى هؤلاءِ المشركون من اليثربيين يحلفون بالله لقريش أَن شيئًا من هذا لم يتم.

حتى إن عبد الله بن أُبيّ بن سلول (١) (زعيم الخزرج) أَكد لقريش عدم حدوث شيء من هذا قائلا:

والله إن هذا الأَمر جسيم، ما كان قومى ليتفوتوا على بمثل هذا، وما علمته كان (٢).

وقد كان الذين قاموا بإبرام معاهدة العقبة حاضرين في نادى قومهم ساعة أن تقدم زعماء مكة باحتجاجهم إلى زعماء يثرب، وكان بعضهم ينظر إلى بعض وقد لاذوا بالصمت، فلم يتحدث أَحد منهم بنفى أَو إثبات. لا سيما بعد أَن رأَوا زعماء قريش قد مالوا إلى تصديق شركاءِهم في الوثنية من زعماءِ يثرب.

[تأكد خبر البيعة لدى قريش]

وبعد أَن سمع زعماءُ مكة جواب قادة الخزرج على الاحتجاج الذي تقدموا به عادوا إلى منازلهم وهم على ما يشبه اليقين بأَن خبر هذه البيعة إنما هو من قبيل المبالغة، ولكنهم (مع هذا) بقى الشك عالقًا بنفوسهم حيال هذا الأَمر، فأَخذوا في التحري يتنطسون الخبر،


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).
(٢) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>