للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد اجتمعت في برلمانها للتشاور فيما يجب أن يتخذوه من خطوات حاسمة إزاء الانتصارات المتزايدة التي تسجلها دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا بعد يوم، لا داخل مكة فحسب، بل وخارجها بين القبائل المجاورة، ومما زاد مركز قريش حرجًا أن أسلم عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب، وهما رجلان تحسب لهما قريش حسابًا كبيرًا، وفعلا أحدث إسلامهما ثقلًا كبيرًا في كفة المسلمين الذين اشتد بهما جانبهم.

[موافقة البرلمان على قرار المقاطعة]

فإزاء هذا كله اتخذ برلمان مكة قرارًا يقضي بفرض الحصار الاقتصادي والعزل الاجتماعي على قبيلتي بني هاشم وبني المطلب، الشديد، فلم تخذل محمدًا بل ظلت بجانبه تحميه بالرغم من الأضرار الجسيمة التي نزلت بها نتيجة لذلك الحصار الشديد.

قال ابن إسحاق، فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نزلوا بلدًا أصابوا به أمنا وقرارًا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وجعل الإسلام يفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا بينهم، أن يكتبوا كتابًا يتعاقدوا فيه على بني هاشم وبني المطلب، على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئًا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا على أنفسهم.

فلما فعلت ذلك قريش انحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب،

<<  <  ج: ص:  >  >>