وذلك كما فعل المسملون في معركة بدر، فإنه قد وقع في أيديهم سبعون أسيرًا وغنائم كثيرة جدًّا، عادوا بالجميع إلى المدينة، واشتهر أمر كل هذا بين العرب جميعًا.
كما أن المسلمين بعد تحطيم الجيش المكي في بدر، مكثوا في مكان المعركة ببدر ثلاثة أيام مسيطرين تامة، فأثبتوا بذلك أنهم منتصرون فعلًا.
يضاف إلى هذا أن جيش مكة في بدر قد تمزق شر تمزق، فقد تبعثر رجاله (منهزمين) في الوهاد والوديان وفروا إلى مكة فرادى وعلى غير نظام.
[انسحاب أشباه بالفرار]
أما جيش مكة الذي خاض معركة أحد (والذي يقال إنه قد انتصر) فإنه قد عاد إلى مكة وليس معه أسير واحد، ولا أي شيء يمكن تسميته غنيمة، كما أنه ترك مكان المعركة على عجل.
بينما ظل جيش الإسلام (الذي يقال إنه قد انهزم) مرابطًا في مكان المعركة بأحد حول قائده الأعلى مسيطرًا على الميدان سيطرة تامة، مما مكنه من دفن شهدائه وإسعاف جرحاه والانسحاب إلى المدينة في حالة هدوء وانتظام.
وقد كان انسحاب أبي سفيان من مكان المعركة بأُحد أشبه بالفرار.