للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعذر ويعرض الإِسلام، فإن أسلموا كف عنهم واعتبرهم جزءًا من الأسرة الإِسلامية.

غير أن يهود وادي القرى لم يتركوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - فرصة توجيه الدعوة إليهم ليكف عن دمائهم، فبمجرد وصول الجيش الإِسلامي إلى وادي القرى (وقبل أن يحط رحاله أو يستعد للقتال) شن اليهود الهجوم على المسلمين فقتلوا رجلًا من المسلمين، وهو مدعم مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أصابه سهم من سهام اليهود وهو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[تعبئة المسلمين للقتال]

وعند ذلك عبّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه للقتال وصفهم، فكتّب الكتائب ووزع الرايات على القادة المختارين من أصحابه لخوض المعركة.

فدفع لواءه إلى سيد الخزرج سعد بن عبادة (١) ودفع راية إلى الحباب بن المنذر (٢) وراية إلى عبّاد بن بشر (٣) وراية إلى سهل بن حنيف ليتولوا قيادة المحاربين.

دعوة اليهود إلى الإِسلام:

ومع بداية يهود وادي القرى بالعدوان، فلم يتعجل النبي - صلى الله عليه وسلم - في مقاتلتهم، بل حرصًا منه على حقن الدماء ورغبة منه في هداية هؤلاء اليهود، وجه إليهم الدعوة إلى الدخول في الإِسلام، وأكد لهم أنهم إن أسلموا سيحوزون أموالهم وستحقن دماؤهم وحسابهم على الله.

[رفض اليهود الدعوة ومسارعتهم للحرب]

غير أن إشعال نار الحرب كان جواب يهود وادي القرى على دعوة الرسول السلمية، فقد رفض اليهود أن يردوا على دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) انظر ترجمة سعد بن عبادة في كتابنا غزوة بدر الكبرى.
(٢) انظر ترجمة الحباب المنذر في كتابنا، غزوة بدر الكبرى.
(٣) انظر ترجمة عباد بن بشر في كتابنا، غزوة الأحزاب ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>