للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به بعيدا عن مكان التجمع، ولما رجع عنه حرسه الخاص من أصحابه وبقى منفودًا حمل عليه عبد الله بن أنيس وعاجله بضربة من سيفه أودت بحياته في الحال، ثم أنصرف راجعًا إلى المدينة، ولئلا يتمكن أصحاب القائد الهذلى من العثور على قاتله ابن أنيس اختفى في أحد الغيران في الجبل، ولقد جد الهذليون في طلب ابن أنيس ولكنهم فشلوا في العثور عليه.

قال عبد الله بن أنيس .. يصف قتله للقائد خالد بن سفيان: حتى إذ هدأ الناس وناموا، اغتررته فقتلته وأخذت رأسه ثم دخلت غارًا في الجبل، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئًا فانصرفوا راجعين، ثم خرجت فكنت أسير بالليل وأتوارى بالنهار حتى قدمت المدينة فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فلما رآني قال .. أفلح الوجه، قلت .. أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعت رأسه بين يديه وأخبرته خبرى (١) وقد استغرقت هذه العملية ثماني عشرة ليلة.

وبهذا العمل وفر الفدائى الجهني، على المسلمين مشقة القيام بحملة عسكرية كاملة لتأديب تلك القبائل، فقد انهارت عزائم قبائل هذيل بقتل قائدها وزعيمها، وتفرقت جموعها المحتشدة، لأنها رأت أن لا فائدة من غزو المسلمين، وهكذا قام الفدائى البطل عبد الله بن أنيس مقام جيش بأكمله.

[فاجعة بئر معونة .. (صفر سنة أربع من الهجرة)]

وفي شهر سفر من السنة الرابعة للهجرة، ولما يمض على نكسة


(١) طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>