(أُحد) المريعة خمسة وأربعون يومًا، نزلت بالمعسكر الإسلامي فاجعة مروعة فقد المسلمون فيها مثل الذي فقدوه من رجالهم في غزوة أحد، فقد قتل منهم غدرًا في ديار نجد سبعون رجلًا من خيرة صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وتفصيل ذلك، أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد أعيان بنى عامر وهو الفارس الشهير أبو براء عامر بن مالك (١) بن جعفر الملقب (بملاعب الأسنة)، فعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام فلم يسلم ولكنه لم يبعد من الإسلام وذلك أنه اقترح على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن يرسل وفدًا من أصحابه إلى أرض نجد يدعوا أهلها إلى الإسلام حيث قال .. يا محمد لو بعثت رجالًا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك.
فراقت الفكرة للرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه أبدى تخوفه من غدر أهل نجد قائلًا .. إني أخاف عليهم أهل نجد، فأبدى ملاعب الأسنة استعداده لأن يكون الوفد النبوى في جواره قائلًا .. أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك.
فشكل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفدًا من صحابته ومن الأنصار خاصة، وكلهم من الشباب، برئاسة المنذر بن عمرو الأنصاري.
ومن المؤلم الذي جعل خسارة المعسكر الإسلامى تبلغ غايتها في الجسامة هو أن وفد الدعوة هذا كان مؤلفًا من صفوة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -
(١) هو أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، من فرسان العرب المشهورين، وقد اختلف المؤرخون في إسلامه، والمرجح أنه أسلم، فقد ذكره البغوي وخليفة وابن السكن وابن البرقى والعسكري وابن قانع والبارودى، في الصحابة، وقال الدارقطنى إنه من الصحابة. وقد مات عامر بن مالك هذا غيظًا لما بلغه غدر ابن أخيه بصحابة رسول الله في بئر معونة، وهم في جواره.