ولما رأى القائد الأعلى النبي شدة مقاومة اليهود واستفادتهم من مناعة هذه الحصون لجأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى وسيلة أضعف بها حماسة اليهود في المقاومة كإجراء من إجراءات الحرب.
[عملية إحراق نخيل اليهود]
لقد كان اليهود -منذ عرفوا- مشهورين بعبادة المادة والحرص الشديد على اقتناء الأموال، وكانوا يملكون من بساتين المدينة ونخيلها أحسنها.
وكما هي ظروف الحرب استولى المسلمون- أثناء عملية الحصار على هذه البساتين والنخيل، وكان بوسع المسلمين أن يكتفوا بهذا الاستيلاء الذي به (كما هي قاعدة الحرب المتبعة) أصبحت هذه البساتين والنخيل من أملاك المسلمين، إذ في وسع المسلمين بعد هذا الاستيلاء أن يستمروا في محاصرة اليهود ويمنعوهم من الانتفاع بثمار هذه البساتين والنخيل.
ولكن المسلمين (وعلى رأسهم القائد الأعلى النبي- على ما يظهر) كانوا يعرفون طمع اليهود وحبهم المفرط للمال، لذلك فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقيام بعملية أزعج بها اليهود المحاصرين حيث أمر بالبدء في قطع نخيلهم وتحريقها.
[عدم جدية إحراق النخيل]
ولم يكن المسلمون (على ما يظهر) جادين في قطع النخيل وإحراقه