انتهى من كتاب (محمد نبي ورجل دولة) ترجم لنا هذا الفصل الأستاذ أحمد سالم بالعمش.
وعلى أي كان السبب، فإننا على يقين أن النبي الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى لا يمكن أن يقدم على أي عمل إلا وفق قواعد الحق والعدل الذي جاء به من عند الله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
[حصار بني قينقاع]
وإذ رأى النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - أن لا مناص من الاحتكام وهؤلاء اليهود المتمردين إلى السيف، إذ لم يجد النصح والمفاوضة فرض الحصار عليهم بعد أن استعدوا لحرب المسلمين فاعتصموا بحصونهم، وكان ذلك في منتصف شهر شوال من السنة الثانية للهجرة، وكان الحصار بقيادة حمزة بن عبد المطلب (١).
وقد دام حصار اليهود خمس عشرة ليلة، قذف الله الرعب بعدها في قلوبهم، إذ انهارت معنوياتهم فطلبوا المفاوضة للتسليم، ففاوضهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وانتهت المفاوضة باستسلام هؤلاء اليهود، دونما قيد أو شرط ليحكم فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يريد الله، ومما تجدر الإشارة إليه أن قبيلتى بنى قريظة والنضير من اليهود لم يحركوا ساكنًا لنصرة إخوتهم في الدين، ويظهر أن مرجع ذلك العداء القبلى المستحكم بين بنى قينقاع (حلفاء الخزرج) وبين بنى قريظة والنضير (حلفاء الأوس).