للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اغتاظ أحد المسملين الحاضرين فقتل مدبر هذه الحيلة ثم لقى هو حتفه، ثم انسحب اليهود بعد هذه الحادثة إلى معاقلهم وتوجه محمد - صلى الله عليه وسلم - مع بعض أتباعه فحاصرهم هناك ثم علق مونتجمرى على هذه الرواية بقوله:

"غير أنه لا يمكن الاعتماد على هذه القصة، فهي أسطورة كثيرًا ما نقرأ عنها في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام، إلا أنه قد يكون هناك نزاع بين المسلمين واليهود".

ثم يبدى الدكتور مونتجمرى رأيه الخاص فيقول: "أما الأسباب التي أدت بمحمد إلى اتخاذ قرار طرد اليهود فيظهر أنها أكثر عمقًا من هذه الحادثة العابرة، فاليهود لم يظهروا استعدادهم التام للاندماج في المجتمع الإسلامي، ولذا فقد رأى محمد أن يقاطعهم، ورغم أنهم كانوا لا يزالون يحتفظون ببعض الصلات معه، إلا أنه كان دائمًا يترقبهم بحذر ليغتنم أية فرصة يهيؤونها له بسبب مخالفتهم لروح المعاهدة المبرمة بينهم" (تأمل). ثم يضيف الدكتور مونتجمرى مبررًا آخر لما اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم ضد يهود بنى قينقاع فيقول:

"وقد يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - أيضًا على علم بالعلاقات الودية بين اليهود ومناوئيه من قريش في مكة (وهذا بالتأكيد يعد مخالفة لروح الاتفاقية المبرمة بين المسلمين واليهود بل وناقضًا لها" (١).


(١) انظر بنود هذه المعاهدة مفصلة في كتاب - الوثائق السياسية ص ١ للدكتور محمد حميد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>