للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عكرمة: وإن كان أحق قريش لا يتكلم بهذا الكلام لأنت. فقال: ولم؟ .

فقال عكرمة: لأن محمدًا وضع شرف أبيك حين جرح وقتل عمك وابن عمك ببدر. فوالله ما كنت لأسلم ولا أتكلم بكلامك يا خالد. أما رأيت قريشًا يريدون قتاله! ؟ .

فقال خالد: هذا أمر الجاهلية وحميتها. لكنى والله أسلمت حين تبين لي الحق.

أبو سفيان يهاجم خالد غاضبًا لإِسلامه

وبلغ ما قال خالد قائد عام جيوش قريش أبا سفيان بن حرب فجاء غاضبًا وسأل خالدًا أحق ما بلغني عنك؟ .

فقال خالد: نعم إنه حق .. فغضب أبو سفيان وقال: واللات والعزى لو أعلم أن الذي تقول حق لبدأت بك قبل محمد.

فقال خالد: فوالله إنه لحق على رغم من رغم. فاندفع أبو سفيان في غضبه نحو خالد يريد مقاتلته. فحجز بينهما عكرمة بن أبي جهل وقال (في رزانة وتعقل): مهلًا يا أبا سفيان فوالله لقد خفت للذي خفت أن أقول مثل ما قال خالد وأكون على دينه. أنتم تقتلون خالدًا على رأى رآه. وهذه قريش كلها تبايعت عليه. والله لقد خفت ألا يحول الحول حتى يتبعه أهل مكة كلهم (١).

ولم يخطئ عكرمة بن أبي جهل في استنتاجاته وحساباته. حيث لم يحل الحول إلا وأهل مكة كلهم قد دخلوا في الإسلام. وذلك عقب استيلاء الجيش الإِسلامي على العاصمة المقدسة مكة.


(١) حياة محمد ص ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>